خطوات في منهجية تلخيص الكتب والمقالات
لتحسين سرعة البحث تساهم تقوية مهارات التلخيص في دعم مشروع اقرأ الذي دأب في تراجع بسبب تغير مناهج التعليم وانتشار المحركات الاليكترونية. كما تقوم بدور كبير في تقوية البحث العلمي. وتتجلى صعوبات التلخيص في الثغرات والنواقص الجمة التي تعتري الجوانب المنهجية في تنظيم المعرفة العلمية. وتتوخى هذه المحاولة تعريف التلخيص وأهميته و ثماره، من جهة، وإبداء بعض تقنيات ومنهجية التلخيص، من جهة ثانية.
طريقة تلخيص الكتب والمقالات |
المحور الأول : تعريف التلخيص وأهميته و ثماره
أولا: تعريف التلخيص
يمكن تعريف التلخيص على أنه:
1. عرض شامل لأهم الأفكار الواردة في نص لكن بصورة موجزة تحافظ على صلب النص الأصلي.
2. إبراز النص الأصلي بأسلوب كاتب التلخيص
3. إحدى طرق إيجاز النصوص دون إخلال بمضامين وجوهر الفكرة بأقل ما يمكن من العبارات المُقنِعَة.
4. التصرف في الحجم مع جعل الجسم المولود في ربع الأصلي،
ثانيا:اهمية التلخيص
للتلخيص دواعي كثيرة؛ تتبين ضروراته في الواقع؛ وتمليه أمور عدة منها على سبيل المثال:
1. التلخيص الجيد هو التعبير القوي عن القراءة الجيدة وترسيخ الفهم العميق
2. الحاجة لربح الوقت، فتقديم كم كبير من المعلومات في وقت وجيز يحتاج إلى فنيات التلخيص والاختصار
3. الاتجاه نحو المستفاد قصد التطبيق، يعني التركيز على العملي والتخلي عن الشروحات والإسهاب والتخلص من الحشو والإطناب
4. تيسير تعميم الفكرة على أوسع نطاق بنشر مضامين المطبوع في حجم صغير، خصوصا وان استثمار التيكنولوجيا الحديثة تفرض ذلك.
5. التقليل من التكاليف في الوقت والمال والمجهود...
6. يحتاج المخاطب في نهاية تقديم مادته إلى ختمها بملخص مركز مفيد للمخاطب وغير مخل بالمعاني،
7. تجنب مفاجآت ـ تقع أحيانا ـ تفرض عليك ضرورة التلخيص والاختصار والاكتفاء بتقديم مضمون الكلام
8. عموم الناس لا يستطيع تركيز الاستماع والاهتمام أكثر من نصف ساعة
9. التلخيص خدمة طيبة للفكرة، ربما تكون قد ساعدت على توصيلها أكثر من كاتبها. وتقدم الملخصات على شكل مطويات .. أو عرضها على البور بوينت وحفظها على الفلاش وإهدائها .. أو تحضير كتيبات تقوم بكتابتها وطبعها
10. التلخيص هو المنهج المعتمد في الندوات والمؤتمرات، ولقاءات البحث العلمي.
ثالثا: ثمار التلخيص بالنسبة للقارئ
للتلخيص العلمي فوائد جمة يمكن تلخيص أبرزها في:
1. تمكين القارئ من الاستيعاب والتركيز، والقدرة على التقاط العناصر المهمة للموضوع من خلال حصر الأفكار الرئيسية...
2. تدريب عملي على الكتابة المكثفة، واسترجاع منظم للمعلومات التي اختزنها القارئ، واختبار لقدراته الاستيعابية.
3. تعميق نظرة الكاتب والقارئ في الموضوعات الملخصة.
4. توليد الثقة في النفس؛ فالصياغة الفردية، والجهد الشخصي يمنحان الثقة أثناء الإلقاء.
هذه الأهمية تطرح ضرورة الفهم واستيعاب تقنيات الملخص؛ فهو لا يعني التخلي عن جزء من الموضوع، وإنما تقديمه على صورته الكاملة في شكل ملخص غير مخل، لكن دون تفاصيله المملة.
فكيف السبيل إلى تلبية هذا الطلب ؟
وما هي أهم الشروط التي ينبغي توفرها لإنجاز عملية التلخيص؟
المحور الثاني: تقنيات ومنهجية التلخيص
أولا: على مستوى الشكل:
قصد بلوغ تلخيص مفيد، يستحسن إعداد النفس من خلال استحضار ضرورة:
1. تمعن العنوان وتفكيكه
2. قراءة الفهرست لمعرفة: مضمون الكتاب والحقل المعرفي الذي يعالجه، هل هو قصصي، تاريخي، سياسي ؟
3. قراءة مقدمة الكتاب للتعرف على اشكاليته وفرضياته ومنهجه
4. قراءة الخاتمة لتلمس أهم النتائج التي توصل إليها الكاتب
5. تحديد طبيعة المؤلف: هل هو جديد ؟ أم سبق لمعلوماته أن تناولتها كتب سابقة ؟
6. تصنيفه إلى النوع القابل للتلخيص وغير القابل لذلك. مثلا النصوص القانونية والقرآن والأحاديث، والتصريحات الصحفية والخطابات السياسية... غير قابلة للتلخيص.
7. توطين الجمهور والفئة التي ينبغي أن نخاطبها بالملخص ؟.
8. استيعاب أسلوب ولغة ونهج الكتابة والفصول والأمثلة التي توضح المعنى والمقصد ؟
ثانيا: على مستوى مراحل التلخيص
للتلخيص مراحل متراتبة ينبغي احترام بنيتها أثناء عملية التلخيص وتتمثل في:
1. الأولى: وتُسمّى هذه الخطوة القراءة الاستكشافية. وفيها يتم تحديد الأفكار الرئيسية في النص ، ووضع خطوط تحتها. وإيضاح الكلمات التي تحول بيننا وبين الفهم الصحيح.
2. الثانية: وتتمثّل في التمييز بين ما هو هام من الأفكار التي حُدّدت في الخطوة السابقة وإهمال ما هو ليس ضرورياً.
3. الثالثة: وفيها تتم كتابة التلخيص، حيثُ يوضع النص الأصلي جانباً، ويُكتب التلخيص من الاستيعاب الكلّي للفكرة.
4. الرابعـة: مقارنة التلخيص بالنص الأصلي، وذلك للتحقق من صحة التلخيص للأصل، وإجراء التعديلات المناسبة.
ثالثا: مبادئ أساسية في التلخيص
للتلخيص مبادئ أساسية يتطلب من الباحث الالتزام بها قصد انجاز ملخص علمي ويمكن إبداء بعضها على الشكل التالي:
1. يمكننا في البداية تخصيص مسودة ... وكتابة المعلومات كنقاط محددة
2. المبادرة ببدء التلخيص أثناء القراءة والفهم فوراً حتى لا تنسى الفوائد، ويتبعثر المنهج ويختل التسلسل
3. انتقاء الاستشهادات التي تدعم المقولة ... والتخلّص من الاستطرادات
4. استعمال الأسلوب الخاص بنا وبقراءتنا
5. لا يجوز التعديل والتحريف في المادة الملخَّصة حتى لا تتشوه، أو يتغير المعنى الأصلي.
6. التمييز بين الرئيسي والثانوي، فترتب الأفكار من خلال الأهم فالمهم فالأقل أهمية.
7. عدم تجاهل الإشارة إلى المراجع والأصول التي استعان بها النص الأصلي
8. التوازن بين فقرات التلخيص ، بحيث لا يطغى قسمٌ من الموضوع الملخص على الآخر.
9. الحفاظ على التسلسل في عرض الأفكار.
الأستاذ: لحسن تالحوت