الثورات الصناعية الكبرى في تاريخ البشرية
منذ 7 الاف سنة الماضية؛ بدأ الانسان يتجرد من حياته البدائية البسيطة ؛ حيث اتجه الى صناعة الحضارة في مجالات متنوعة كالزراعة و تشييد المباني و غر ذلك من التطور الحضاري؛ و كنتيجة لهذا التطور تحول المجتمع البشري تحولا شاملا و جذريا من مجتمع بدائي ليصبح في ما بعد مجتمعا حكوميا بيروقراطيا ينظمه قانون او قوانين مجتمعية .
فمن القرن السابع عشر الى الوقت الحالي أصبح الانسان مرتبط بمصطلح ثورة Revolution وذلك قصد التعبير عن التحولات الشاملة التي أصابت المجتمع البشري على مختلف العصور السابقة و التي أنتجت لنا مخرجات الفكر البشري و الذي تمثل بدوره في الابتكار و الابداع التكنولوجي الذي لامس مختلف جوانب الحياة العامة .
فقد بدأ التطور البشري من ثورة المحركات البخارية و صناعة قطارات السكك الحديدية كذلك صناعة النسيج و ختاما بثورة المعلوميات و التكنولوجيات الحديثة و أخر ما توصلت اليه البشرية و هي ما يعرف بثورة القرني الحادي و العشرين و هي تكنلوجيا النانو.
وليس هناك أي شك في ان هذه التورات الصناعية المتعاقبة عبر محطات العصور السابقة ماهي إلا نتاج لمجموعة من التراكمات للتجارب السابقة من علوم و ابتكارات التي بدورها ساهمت في ترسيخ المفاهيم الحضارية للحضارتين المصرية القديمة و العربية ؛ وقد امتد هذا التطور الحضاري و العلمي من المنطقة العربية الى المناطق الاقليمية و خاصة المنطقة الأوربية التي كانت تمر بأزمنة حالكة وطويلة من تاريخها الذي ساده الظلم و الجهل و الفقر و انتشار الامراض المعدية حيث كانت هذه الحضارة في مرحلة حرجه و تميزت بالظلامية .
و بعد انقشاع الظلام ظهرت في الافق الاوربي ما يسمى بعصر الاصلاح الديني الذي نادى به مارتن لوتر وذلك على خلفية استفزاز علماء القارة الاوربية؛ لكي يستفيدوا من تجارب الحضارتين العربية و المصرية القديمة؛ و لينتقلوا الى حياة جديدة هدفها و ركيزتها الاساسية العلم و التحديث.
و منذ ذلك الوقت أي اواخر القرن السابع عشر استمر العلماء الاوربيون في جهودهم و تطوير أنفسهم قصد ركوب قطار الحضارة و التطور العلمي أسوة بالحضارتين العربية والمصرية؛
و هذا ما أدي الى نهضة كبيرة في مختلف بلدان القارة التي كانت تعاني من التخلف و التهميش لفترة زمنية كبيرة جدا قدرت ب 10 قرون .
و أول ثورة صناعية قامت في ابريطانيا1780؛ حيث نجد تطور و صناعة المحركات البخارية و صناعة النسيج و اعادة هيكلة الصناعة الميكانيكية ؛ حيث استمرت هذه الثورة الى ما يقارب الستين عاما ؛ و التي بتدورها تمخضت عنها ثورة اخرى ب ستسن عاما اخرى حيث بدأت في عام 1840
و كان مجالها السكك الحديدية و التي كانت سببا في ولادة صناعات عملاقة و هي صناعة الحديد و الصلب .مما كان لها وقع ايجابي على المردود الاقتصادي و التنمية البشرية على حد سواء فلم تكن هذه الثورة حكرا على بريطانيا بل شملت دول اوربية اخرى منها فرنسا و المانيا
ولا شك في ان هذه الثورات التكنولوجية العظيمة تعني زيادة معدل انتاج الابتكارات و الاختراعات التي تخدم مصالح البشرية ؛ كما هذه الابتكارات كانت محمية بحقوف الملكية لأصحابها .
وهو ما ادى الى انخراط العديد من الاشخاص في هذه الطفرة الاوربية حيت ادى كذلك الابداع التكنولوجي الى ازدياد و تنامي ثروات البشر ؛ خاصة بعد معاهدة باريس 1802؛ والتي بدورها دافعت عن أحقية الانسان في احتكار و استثمار فكره و ابداعاته العقلية ؛ وذلك كان كبداية فعلية لترسيخ مفاهيم القوانين و الحماية للملكية الفكرية و تبني ما يسمى ببراءة الاختراع .